السبت، 11 سبتمبر 2010

نهاية القصيدة بداية البكاء


على شفاه الانتظار....
رحيلٌ سرمديٌّ
يا صديقي
وخيبة ماجنة بيننا
يا لها
من سماء ملبدة بالأرباب!
تكوِّم جراحات
وأنشودة الشتاء
المسافات تغدو
متشابهة
لا تحفل بالحلم
لا تزرع
غير أطياف نار
و أوهام يابسة
وفراشات
موعودة بالموت




أيها الحافل ...
بأوسمة قصائدي
الحائز على ابتسامة
من شفاه مساءاتي
تغطيك ....
أسمال النجوم
و أنت منهمك
تستعير
من السماء
أسماءها
وتتجمل بالغرور
ثم تبلل ريقي
بعطش يابس
و لا تترك لأيقونة
الضّوء
ثوبا نقيا
يحرس خطواتي
من سخافة
المهرجين
و فساد
الراقصين
على حبل الكلمات
وكأن الغبار
ميراثا لك وحدك
وقصيدة وجهك
المتغضن بالوقت

*******
هكذا قد يموت
الوهج يا صديقي
قد يموت
ونكتوي
برمال الهجير
دون أن نحرك الريح
والأسفار خناجر
من غمدها تنسل الشياطين
تزرع بيننا طوفانا
و النوارس
تنأى
تنأى بعيدا...
في جيوب الأفْق
فلا يعود للشاطئ
منشدين
والريح تُرْضع
صغارها
قصائد ثلجية
و لقمح الحب
يزرع هذا المارق
تجاعيده
في حقولنا
ثم يلقي حلم فلذاته
في ذاكرة مثقوبة
و هشاشة
سحابة صيفية
وينقب عن رائحة
لخزامى قديمة
قديمة جدا
وبعض رسائل عتيقة
من عشب حديقة معلقة
على أسوار
حب دفين
فقد بريق الثورات



وأنا في غفوتي
الأنثوية
يا صديقي
لاحت لقمر القلب
شرايين غريبة
اكتسحت
هضاب الوحي
من غفوتي...
قمت ألملم
شتات الحزن
مطرا
أنشب أظافري
في جلد أسرارك
عثراتك
تحوم حولي
تراود صوتي
وموتي
أتشبث
بنخيلي المتراكم
على وجه
سماء
تركتني
ورحلت
أزرع
رتم الصبر
برمالك
فأنت جسد قاحل بدوني
وأحداقي
لك واحة ظليلة
مكتظة
بأسراب
الطل
فلا تنسى
لا تنسى أن الكثبان
ذاكرة منسية
تنشب أظافرها
بلا جدوى
في مقبرة الوق



حين تكتب اسمك
على قارعة الجنون
حين تغدو موسيقى ياني
قثارة شهية
و ألقا مدهشا
لحزن الشوق
تذكر... أن الريح
لا تقوى على المكوث
إلا قليلا بيننا
فالسفر في لوح
أحزانها
أغنية خيم عليها السكون
و جسدي ...غيم
يهوى الرحيل
وانت وحدك ملاذي.....!!
والسماء الآن غافية
على صدري
وأنا غيمة مكبلة
بزرد الماء
و شفاهي ملاذ
لانحناءاتك
و انكساراتك



لكنك طفل
لكنك طفل شارد
يعود لي
كلما تاهت سفنه
فأنا المرفأ
والريح
والنعاس الجميل
غيرها أصابعي
تداعب
دهشتك الطفولية
فكيف ترمي بقلبك بعيدا...؟
فوق مآذن الموج
وكل هذا الطوفان
يا صديقي
يعبث بنا



حين يتحول الحب
لكسرة عشق
وخطيئة
لا تنسى
يا صديقي
لا تنسى
ضجيج ضحكاتي
فهي المرفأ
متى شرّدتنا الشهوات!
نعلق على حافته
أحزان مسطرة
برغمنا
فلا تلطخ
ثيابي بدم النسيان
وتتوّج نفسك
إلها مستبدا
ففيك الحزن
يقامر أوجاعه
واللذة بيينا
كلمات منمقة
تنطوي
على الخديعة
و كهنة المعابد
يلوكون خاصرة
الشعاع
لتنبت بيننا
العُتمة
نهاية القصيدة
وبداية البكاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق